ارادة الشعوب غالبة على منطق القوة
من وحي خيال ترامب – ان الحرب انتهت – بمجرد توقيع الوسطاء في شرم الشيخ على وثيقة في عشرين بندا اختصرت قضية تجاوزت ماساتها ثمانية عقود . واكمل الرئيس المصري – السيسي – بتعليقه على اتفاق غزة بحضور قادة وممثلين عن 35 دولة وهيئة عالمية وتوقيع زعماء مصر و تركيا وقطر واميركا على وثيقة الاتفاق اكملها بعبارة – ان ترامب اثبت ان القيادة ليست في شن الحروب ولكن في انهائها – مؤكدا ثقته في الرئيس الاميركي للحفاظ على الاتفاق وان تكون غزة اخر حروب الشرق الاوسط .
هذه الاجواء التي غلب عليها الطابع الاستعراضي والمسرحي المبالغ فيه من قبل ترامب حين يغازل رئيسة وزراء ايطاليا او يقلل من شان رئيس وزراء بريطانيا ويصافح ماكرون بشكل استهزائي ويلخص مكانة دولة الامارات بما تمتلكه من ارصدة يعقبها تصريح فظ حين يقول – ان حماس ابلغتني انها ستنزع سلاحها واذا لم تفعل فسنقوم نحن بذلك - . انها مسرحية دبلوماسية تخدم مصالح الدول الكبرى دون ضمانات ملموسة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة .
فمنذ صباح الثلاثاء اصابت نيران جيش الاحتلال الاسرائيلي – حسب مصادر في مستشفيات القطاع – سبعة فلسطينيين شرقي مدينة غزة . فيما احصى مكتب الاعلام الحكومي 14 خرقا من قبل الاحتلال لاتفاق وقف اطلاق النار . فالدبابات الاسرائيلية اطلقت النار على الفلسطينيين ببلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرقي مدينة خان يونس . كما وداهمت قوات الاحتلال منازل اسرى مفرج عنهم في مخيم الامعري . هذا اضافة الى حملة دهم واقتحامات واسعة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية ومنعت الاهالي من الدخول والخروج .
ان السلام المنشود بالقمم هو واقع افتراضي فالسلام لايولد من البيانات الختامية انما من عدل يعيد الحقوق . ولولا صمود الشعب الفلسطيني وبسالة ابطاله من المقاومة الاسلامية لما توقفت الحرب ولافضل لاحد في ايقاف الحرب غير ابناء غزة والمقاومة .
وحين تتضمن الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ – ان الشرق الاوسط لايحتمل دوامة متواصلة من الحروب يغفل الموقعون ان الكيان الصهيوني يعتدي يوميا على سيادة لبنان بعد ان وقع على اتفاق وقف اطلاق النار وهمه الاول والاخير نزع سلاح حزب الله كي يتوغل في الاراضي اللبنانية كيفما شاء ومتى شاء دون اي رادع كما يفعلها كل يوم في سوريا دون ان ترف للجولاني طرفة عين . فعن اي سلام يتحدث هؤلاء المغفلون فكل المياه باتت تصب في طواحين نتنياهو فهو اول المستفيدين وكانه يخطط وترامب ينفذ .
الا ان حماس تخيب ظنونهم كما فعلت المقاومةالاسلامية من قبل في اليمن حين اجبرت ترامب على الهروب والتوقيع على اتفاق وقف القتال .
ان المقاومة الفلسطينية ستنتزع سيادة الشعب الفلسطيني في غزة من بين انياب الوصاية الجديدة .
فحركة حماس مفاوض جيد وتفهم الاعيب الصهاينة وليس من المعقول ان تتخلى عن قضية تعود ماساتها الى عام 1948 مجاملة لترامب وبنوده العشرين .فالمنطقة حبلى بصاعات مفروضة عليها من قبل الغرب . وصحيح ان القمة قد اوقفت صوت السلاح لكنها لاتقضي على ما يعتمر كوامن قلوب الفلسطينيين المظلومين . وصحيح ان الهدوء السائد نسبيا في غزة ضرورة الا انها استراحة محارب بين جولتين من النضال .
ان احضار ترامب لجوقته من زعماء اوربا الذين مرسو القتل والتدمير فيها اشارة تهديدية مبطنة يخيف بها المنبطحين . ولكن ارادة الشعوب الحية تتعزز برجال لاتاخذهم في الله لومة لائم رغم قلة الناصر وضعف الامكانات .
ولنا في معركة بدر خير عبرة حين قاتل المسلمون الاوائل بعصيهم جبروت قريش لان الرسول العظيم تقدمهم في خطوط النار وهو ما شهدناه اليوم في شهداء المقاومة الاسلامية بدا بالسيد حسن نصر الله وقيادات حزب الله مرورا بالشهيد هنية والشهيد السنوار والخلف الصالح من المقاومين .
فسلام على غزة يوم جاهدت ويوم صمدت ويوم حررت 4 الاف اسير من سجون الاحتلال منذ عملية طوفان الاقصى .